الصحراء زووم : سيد احمد السلامي
بالرغم من حديث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأخير، عن استعداد بلاده للتعاطي بشكل إيجابي مع أي مبادرة من طرف المغرب لتجاوز حالة التوتر في العلاقات بين البلدين، وهو ما بعث الأمل بإمكانية تحقيق انفراج في هذه العلاقات، عادت الجزائر إلى سياسة التحامل وكيل الإتهامات للمملكة.
فخلال اجتماع للجنة الدائمة للمحافظة السامية للاجئين المنعقد بجنيف، انبرى المكلف بالأعمال بالبعثة الجزائرية مهدي ليتيم، للهجوم على المغرب متهما إياه ب"محاولة التملص من النقاش حول إمكانية تسوية النزاع في الصحراء".
واعتبر الديبلوماسي الجزائري أن طرح المملكة المتكرر لمسألة إحصاء وتسجيل سكان مخيمات تندوف، هو "محاولة لتغيير اتجاه انتباه اللجنة الدائمة للمحافظة السامية للاجئين والمجموعة الدولية، عن إمكانية إيجاد حل للنزاع"، على حد تعبيره.
وحاول الديبلوماسي الجزائري خلال هذا الاجتماع الدفاع عن أطروحة بلاده بخصوص نزاع الصحراء، ووضع سكان مخيمات تندوف على التراب الجزائري، معتبرا أن إحصاء هؤلاء "مجرد عملية تقنية"، و"جزء من مخطط للسلام يضم مجموعة شاملة ومتناسقة من الإجراءات الواجب اتخاذها لوضع حد لهذا النزاع"، على حد رأيه.
وتأتي هذه المواقف بعد أيام من حديث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال لقاء صحفي، عن استعداد بلاده للترحيب بأي مبادرة يطرحها المغرب لحل الخلافات بين البلدين، وأن الجزائر ليس لديها مشكل مع المملكة، وهو ما اعتبره بعض المراقبين إشارة من ساكن قصر المرادية الجديد، باستعداده لتطبيع علاقات بلاده مع المغرب، خاصة في ظل حالة اللاستقرار التي يعرفها الجوار الإقليمي للجزائر، فيما رأى آخرون في هذا التصريح بأنه موجه للإستهلاك الإعلامي، ومحاولة جزائرية لرمي الكرة في ملعب المملكة، خاصة وأن هذه الأخيرة لطالما دعت إلى فتح حوار جاد مع الجارة الشرقية، وطرحت عدة مبادرات لتجاوز الخلافات القائمة.
مبادرة متقدمة وشاملة كان آخرها المبادرة التي قدمها الملك محمد السادس خلال خطاب عبد المسيرة الخضراء في نونبر 2018، والتي دعا فيها لإنشاء لجنة سياسية مشتركة للحوار بشأن القضايا الخلافية بين البلدين الجارين.