الصحراء زووم : محمود الركيبي
بعد الخبر الذي نشرته "الصحراء زووم" أمس الأربعاء بشأن قيام مقاتلين تابعين لجبهة البوليساريو باعتراض سبيل المجموعة التي كانت تعتزم التوجه إلى معبر الكركارات بهدف إغلاقه، وإجبارها على العودة إلى مخيمات تندوف، أكدت مصادر متطابقة اليوم الخميس خبر وصول أفراد المجموعة هذا الصباح إلى الرابوني بالمخيمات.
عودة أفراد هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "حملة غلق معبر الكركارات"، والتي روجت وسائل إعلام مقربة من جبهة البوليساريو على نطاق واسع لخبر عزمها إغلاق المعبر الحدودي الكركارات، خلف استياء وتذمرا في صفوف نشطاء موالين لاطروحتها، الذين اتهموا قيادة الجبهة بالرضوخ للضغط الدولي، وذلك بعد أن أبدت في وقت سابق مباركة، بل وتشجيعا لهذه الخطوة.
وكانت جبهة البوليساريو قد أعلنت في بيانات رسمية سابقة دعهما ومباركتها لاعتزام عناصر من مخيمات تندوف التوجه صوب منطقة الكركارات بهدف التجمهر هناك وإغلاق المعبر الحدودي الرابط بين جنوب المملكة وموريتانيا، واصفة المعبر بأنه "ثغرة غير قانونية"، وذلك قبل أن تضطر لتوقيف هؤلاء العناصر بمنطقة الدوكج التابعة للناحية العسكرية الأولى، وتجبرهم امس الأربعاء على العودة من حيث أتوا.
إعلان جبهة البوليساريو عن دعمها لإغلاق معبر الكركارات، خطوة اعتبرها مراقبون محاولة من قيادة البوليساريو لممارسة الضغط على الأمم المتحدة قبيل تقديم امينها العام أنطونيو غوتيريس لتقريره لأعضاء مجلس الأمن بشأن الوضع في الصحراء، واجتماع هؤلاء الأعضاء لمناقشة التقرير واعتماد القرار النهائي أواخر الشهر الجاري، بيد أن الضغط الدولي وحرص القوى الإقليمية والدولية على تجنب اي تصعيد من شأنه زعزعة استقرار المنطقة، أجبر قيادة البوليساريو على لجم تلك التحركات، والإنصياع لهذه الضغوط، ليبقى معبر الكركارات مفتوحا كما كان في وجه حركة العبور التجارية وتدفق البضائع، في أفق الإعلان عن رفع قرار إغلاقه في وجه تنقل الأشخاص، الذي اتخذته المملكة في إطار تدابيرها الإحترازية لتطويق انتشار فيروس كورونا.