الصحراء زووم : اسماعيل الباردي
في تحرك ديبلوماسي لافت، بعثت القيادة السعودية بشكل متزامن رسائل إلى كل من المغرب والجزائر، وذلك في ظل استمرار حالة القطيعة الديبلوماسية التي تعرفها العلاقات بين الجارين المغاربيين، وكذا التطورات المتسارعة التي يعرفها النزاع حول الصحراء، والذي يعتبر نقطة الخلاف الجوهرية بين البلدين.
وفي هذا السياق قال بلاغ للديوان الملكي، إن الملك محمد السادس نصره الله، استقبل اليوم الثلاثاء بالقصر الملكي بالدار البيضاء، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي، مبعوثا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حاملا رسالة شفوية إلى العاهل المغربي.
فيما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، بأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استقبل أمس الإثنين سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر، عبد الله بن ناصر البصيري، الذي سلمه رسالة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقد أثار هذا التزامن اهتمام المتابعين للعلاقات المغربية الجزائرية، خصوصا في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين، منذ قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في غشت 2021، وإغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطائرات المغربية، حيث تذهب بعض التحليلات إلى أن الرياض قد تكون بصدد لعب وساطة لإعادة العلاقات الديبلوماسية.
ويأتي هذا التحرك الديبلوماسي السعودي في ظل الدينامية التي يعرفها ملف النزاع حول الصحراء، لصالح تكريس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب، كحل وحيد لهذا النزاع، خاصة بعد الدعم الإقليمي والدولي الذي باتت تحظى به المبادرة المغربية.
وكان الملك محمد السادس قد أعرب في خطاب عيد العرش الأخير، عن استعداد بلاده لإجراء "حوار صريح ومسؤول" مع الجزائر بشأن القضايا العالقة بين البلدين، مؤكدا بأن الاتحاد المغاربي لن يكون من دون انخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة، وشدد جلالته على حرص بلاده على إقامة علاقات طيبة مع الشعب الجزائري، وإيجاد حل توافقي لنزاع الصحراء، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، وقال "التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا معاً على تجاوز هذا الوضع المؤسف".
