الصحراء زووم : الشريف ابراهيم
تسارع الأحداث المرتبطة بحراك الحسيمة وأخذها بعدا دوليا، فضلا عن إرتفاع وتيرة الإحتجاج وتمددها بشكل غير متوقع، أسباب من بين أخرى ستدفع القصر لا محالة للتدخل والقيام بثورة حقيقة داخل أجهزة الدولة بعد أن فشلت كل المقاربات المتخذة سابقا في نزع فتيل الغضب الذي ينتاب الشارع المغربي هذه الأيام .
العارفين بطريقة تفكير المخزن والمؤمنين بالخصوصية المغربية في التعاطي مع الأزمات، لن يختلفوا أبدا بكون ما يقع اليوم أزمة حقيقة، وإنفجار قد لا يتحكم فيه، ما لم تقدم الدولة على تنازلات كبرى وتنحني للعاصفة ولو بعد حين .
نعم المغرب نجح في الخروج سالما من الربيع العربي، والمملكة حصنت نفسها من الهجمات الإرهابية وأغلقت حدودها بإحكام أمام داعش وأخواتها، ومن الأكيد ان الدولة تفوقت فيما يخص توطين الإستقرار مع نشر السكينة والهدوء في كل أرجاء الوطن .. لكن هل ستسلم الجرة هذه المرة خصوصا بوجود متربصين بهذا التفرد ؟
السؤال المطروح اليوم وبشكل مُلح ؟ ماهو الحل للخروج بأقل الأضرار من هذا المأزق .
الجواب صعب ولكن ليس مستحيل المطلوب فقط السرعة في التنزيل والجرأة في التعاطي ،وهو الأمر الذي يبدو أن الدولة تتجه له بإيعاز من أصدقائها الذين لم يترددوا في دق ناقوس الخطر .
قبل يومين تابعنا عريضة موقعة من طرف 41 شخصية وطنية، تناشد الملك التدخل شخصيا لحلحلة ما بات يعرف بأزمة الحسيمة ، لحد الساعة الأمر طبيعي ، لكن المثير وبقراءة سريعة لأسماء الموقعين هو وجود شخصيات مخزنية يستحيل أن تقدم على هذا خطوة دون موافقة القصر نفسه، ليتبين بوضوح أن الدولة دفعت بأبنائها للخروج بهذا الشكل تمهيدا لدخول الملك على الخط .
اليوم أيضا تداولت عدد من المواقع خبر استدعاء القصر للأمناء العامين للأحزاب السياسية للقاء عاجل حول الحسيمة ، ورغم تضارب الأنباء حول هذا الإجتماع غير أن القصر لم ينفي كما هي العادة على الأقل لحد كتابة هذه الأسطر .
كل هذا التطورات المتسارعة تشي بأن هناك شيئ ما يطبخ على نار هادئة و أن خلف الأكمة ما خلفها ، وهو ما يرجح فرضية إقالة الحكومة، والعفو عن المعتقلين وتشكيل حكومة تكنوقراطية مؤقتة، مع الدعوة لإنتخابات برلمانية مبكرة .
وبهذا ستعطي الدولة الدروس لمن يهمهم الأمر حول كيفية تحويل الأزمات إلى حلول، لأن الأمر سيتجاوز الإبتعاد عن مرحلة الخطر وتهدئة الأوضاع إلى التخلص نهائيا من حزب العدالة والتنمية وإعلان نهاية إلياس العماري وحزبه بشكل نهائي .
لهذا لاتستغربوا غدا من رؤية حكومة منتخبة يرأسها أخنوش الذي أنتهى توا من تنظيم الحمامة، إلى جانب نزار الميزان وحصاد السنبلة .. ؟