الصحراء زووم _ أكاديمية التعليم بجهة العيون تحشر أنفها بالسياسة وتضع المستقبل التعليمي للتلاميذ بمهب الريح

 


أضيف في 25 أكتوبر 2025 الساعة 20:25


أكاديمية التعليم بجهة العيون تحشر أنفها بالسياسة وتضع المستقبل التعليمي للتلاميذ بمهب الريح


الصحراء زووم : سيد احمد السلامي

في استغلال فاضح وفج للرؤية البصرية والرمزية الخاصة بالأقواس المتواجدة بمداخل مدينة العيون، عمدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة العيون الساقية الحمراء إلى صباغتها بلون سياسي لأحد الأحزاب، من خلال الملصق الذي قامت بطباعته وتعميمه بالمؤسسات التعليمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والخاصة بما يسمى الندوة الوطنية الأولى للتكوين المستمر، في سابقة لم تقدم عليها أي هيئة أو مؤسسة قبل هذا .

الخطوة وإن كانت في ظاهرها تبدو بريئة، غير أنها تحمل دلالات وأبعاد عميقة في الترويج الإنتخابي لأحد الأحزاب السياسية بالمؤسسات التربوية، والسطو على الرؤية البصرية وتغيير اللون خدمة لتوجه إيديولوجي معين يكشف أن النوايا غير سليمة، وأن خلف الأكمة ما خلفها، والخطير والأدهى في الأمر، هو استغلال الناشئة والمؤسسات التعليمية في هذا السياق.

لقد قد كان حريا بالأكاديمية الجهوية والمركز الجهوي، تسخير إمكاناتهم وجهودهم للنهوض بالمستوى التعليمي بالجهة، الذي بات واقع الحال بها لا يسر صديقا ولا عدوا، بعد أن صار تذيل الترتيب الوطني كل سنة على المستوى الوطني بنتائج الباكلوريا، مقعدا محجوزا للجهة، وذلك على الرغم من الجهود المبذولة من لدن كافة المتدخلين للنهوض بهذا القطاع، بيد أن الإخفاق والفشل في تقدم ترتيب الأكاديمية الجهوية للتعليم بالعيون، يبقى مسؤولية أخلاقية وقانونية تقع على عاتق الماسك بهرم تدبيره وتجويد المنظومة التعليمية.

غير أنه وكما يقال عند معرفة السبب يبطل العجب، حيث يكشف حشر المديرية الجهوية أنفها بالسياسة وتسخير الفضاءات التعليمية لتمرير دعاية سوداء ( زرقاء ) تخدم اللون السياسي الذي تمت صباغة الأقواس به، أن المسؤول الأول على مستوى الأكاديمية قد انبرى لخدمة أجندة سياسية، وأن التعليم بالجهة وتجويده وتنمية القدرات الفكرية والعلمية لأبناء وبنات الجهة، بات في أسفل أولوياته حتى لا نقول أنه خارجها. 

إن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة العيون ومن باب تحمل المسؤولية الأخلاقية عن هذا الجرم الكبير، مدعوة للإعتذار وسحب هذا الملصق الملغوم، والنأي بنفسها عن الخوض في السجالات السياسية، أو الإنخراط في الدعاية الانتخابية، واحترام حرمة المؤسسات التعليمية والتربوية، والإنصراف لمهامها الحقيقية المرتبطة بالتربية والتعليم، فهما التحدي الحقيقي الذي ينبغي تسخير كل الإمكانات والجهود والموارد المالية والبشرية لكسبه، وتحقيق الرهانات المراد تحقيقها للنهوض بالقطاع .

إن هذه الواقعة تشكل إنذارا جادا حول خطورة ضرب مبدأ حياد المدرسة والزج بالمؤسسات التعليمية في الصراعات السياسية التي يتوجب أن تبقى في منأى عنها، وهو ما يحتم على الوزارة الوصية اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لهذه التجاوزات، ولضمان حياد الفضاءات التربوية، مع إعادة ترتيب أولوياتها لتضع تحسين المستوى التعليمي وتنمية قدرات التلاميذ في صدارة مهامها، فالالتزام بالمبادئ التربوية الأصيلة وحده يكفل تكوين أجيال واعية ومتعلمة، كما أن حماية المؤسسات التعليمية من أي تأثير سياسي أو ايديولوجي والعمل على تعزيز جودة التعليم، هو الضامن الوحيد لمستقبل معرفي أفضل للأجيال القادمة.




أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
افتتاح أكبر مسجد بالصحراء في السمارة
هام : هذه هي تواريخ إيداع ملفات الترشيح لإمتحانات الباكالوريا أحرار
إرتباك في حزب الإتحاد الدستوري بعد إنضمام العشرات من مناضليه لحزب الإستقلال بالعيون
الصحراء زووم تعزي قبيلة الشرفاء الرگيبات في وفاة المرحوم الشريف عبداتي ولد ميارة
بلدية المرسى وبلدية "ميري" يوقعان إتفاقية توأمة وتعاون
بعد تقاعس وكالة الحوض المائي ومندوبية الفلاحة بلدية العيون تتدخل لإنقاذ الساكنة من الناموس
إستثمارات تقدر بثمانية ملايين درهم لحماية مدينة كلميم من الفيضانات
مدينة أسا تحتضن الملتقى الجهوي حول الواحات نهاية الاسبوع الحالي
التصوف السني ودوره في تحصين الأمة موضوع ندوة علمية بالعيون
انطلاق عملية تسجيل الحجاج الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة ابتداء من خامس يناير المقبل